صنعاء: مسيرة جماهيرية مليونية تتويجاً لمرور عامين على طوفان الأقصى وتأكيداً على ثبات الموقف

| أخبار يمنية | 18 ربيع الثاني 1447هـ الثقافة القرآنية: في مشهدٍ يليق بعاصمة الصمود ومهوى إرادة الأحرار، احتشدت جموعٌ مليونيةٌ غير مسبوقة في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، اليوم الجمعة، في مسيرةٍ كبرى حملت شعار “طوفان الأقصى.. عامان من الجهاد والتضحية حتى النصر”، لتكون بمثابة تتويجٍ شعبيٍ عظيمٍ لمسيرة الوعي والموقف والوفاء التي خاضها الشعب اليمني على مدى عامين متواصلين نصرةً لغزة وفلسطين.

غصّ الميدانُ بالرجال والأطفال الذين توافدوا من مختلف مديريات أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء، وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية واليمنية، ويرددون الهتافات التي خُطّت بدماء الشهداء وصبر المقاومين، في لوحةٍ وطنيةٍ ودينيةٍ وإنسانيةٍ نادرةٍ تجسد عمق انتماء هذا الشعب لقضايا الأمة ووفاءه لدماء المظلومين في غزة.

هذه المسيرة المليونية، التي اختتمت سلسلة المسيرات الجماهيرية التي عمّت المحافظات خلال العامين المنصرمين، جاءت لتؤكد أن صنعاء كانت ولا تزال القلب النابض للهوية الإيمانية، والمركز الذي يشعل جذوة الموقف في كل اليمن، وأن الشعب اليمني بعد عامين من التحدي والعمليات العسكرية ضد العدو الصهيوني، لا يعرف التراجع ولا الوهن، بل يزداد عزماً وصلابة وإصراراً على المضي في طريق النصر الإلهي المحتوم.

وبعثت الجماهير المحتشدة من ميدان السبعين رسالةً مدويةً إلى العالم الحر، مفادها أن اليمن، رغم العدوان والحصار، كان أول من لبّى نداء غزة وآخر من سيغادر ميدانها، وأن مواقفه ضد الصهاينة والأمريكان ستظل مستمرة، باعتبار الصراع مع العدو الصهيوني وجودي.

وأكد المشاركون أن ما قدّمه الشعب اليمني من مواقف بطولية في دعم فلسطين سواء عبر المسيرات الأسبوعية، أو عبر عمليات القوات المسلحة، يمثل نقلة نوعية في وعي الأمة واستعادة روحها المقاوِمة.

الهتافات التي دوّت في السبعين كانت بيعة متجددة للقدس وعهدًا على أن دماء اليمنيين، التي امتزجت بدماء الفلسطينيين في معركة المصير الواحد، لن تُنسى ولن تتوقف حتى يتحقق وعد الله بالنصر المبين، وتحرير فلسطين كل فلسطين.

وسبّحت الهتافات بالحمد والشكر لله، وصدحت الحناجر بالقول: “مع غزة من أجل الله.. عشنا عامين مع الله”، “حمداً لله الجبار.. غزة انتصرت يا أحرار”، “انتصَر الحق على الباطل.. والصهيوني فاشل فاشل”، “انتصَر الحق على الباطل.. والأمريكي فاشل فاشل”، “بالله ونعم الوكيل.. غزة هزمت إسرائيل”، “بالله تعالى سبحانه.. خاب نتنياهو ورهانه”، “انتصرت غزة يا عالم.. ما أعظم فرحة من ساهم”، “في غزة برز الإيمان.. فتهاوى حلف الشيطان”.

زئير اليمنيين أشار إلى أن شعب الأنصار سيظل يعزز من جاهزيته لكل الخيارات والاحتمالات، وسيظل يرقب عن كثب مجريات الاتفاق: “سنظل نتابع ونراقب.. إن نكثوا قمنا بالواجب”، “أعيننا مفتوحة ترصد.. إن خرق الصهيوني سنرد”، “سنظل نصنع ونطور.. وغداً للأقصى سنحرر”، “سنواصل بالله وحوله.. ونعد لأكثر من جولة”، “يا غزة معكم ما زلنا.. سنظل وإن عادوا عدنا”.

وجدد أحرار الشعب اليمني العهد بمواصلة الإسناد: “يا غزة يا فلسطين.. معكم كل اليمنيين”، “يا غزة واحنا معكم.. أنتم لستم وحدكم”.

واختُتمت المسيرة ببيانٍ قال الحشد المليوني فيه: “نحمد الله الذي وفقنا وهدانا بدينه الحق، وبكتابه العظيم، وبالقيادة القرآنية الصادقة التي أكرمنا بها إلى أعظم موقف، وتَوَّجَنا بشرف وفخر إسناد غزة لعامين كاملين، ونجّانا من عار الخذلان والهوان، وثبّتنا ونصرنا أمام أطغى طغاة الأرض الصهاينة والأمريكان، فلم نتراجع ولم ننكسر بفضل الله وكرمه ومنه، ولم نخذل غزة ولم نخضع لغير الله ربنا الملك العزيز الذي أعزنا بعزته وأمدنا بقوته وربَطَ على قلوبنا وثبّتنا وسدّد ضرباتنا، وكان حقاً حسبنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير”.