القرآن الكريم

كلمة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حول آخر المستجدات 27 مايو 2018 م 11 رمضان 1439هـ

| محاضرات وخطابات السيد القائد | 11 رمضان 1439هـ/ الثقافة القرآنية:-

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله خاتم النبيين، اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين وعن سائر عبادك الصالحين.

أيها الإخوة والأخوات..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

حديثنا اليوم يتركز حول الأثر التربوي و النفسي والإيماني لشهر الصيام لشهر رمضان المبارك في صيامه و قيامه، في بركته، وأثر القرآن الكريم من خلال ما يتحقق في خلال هذا الشهر المبارك من التفاتةٍ قوية وتركيز كبير على القرآن الكريم، الأثر الذي يتجه فينا نحو تعزيز المسؤولية تجاه واجباتنا في هذه الحياة، تجاه واجباتنا ومسؤولياتنا تجاه ما نواجهه كشعب يمني مسلم مظلوم ومعتدًى عليه في التصدي للعدوان الأمريكي السعودي.

 

وحديثنا اليوم هو شبه فاصل ضمن سلسلة المحاضرات الرمضانية بعد عشر تقدمت من المحاضرات، نتحدث حول هذا الموضوع نظراً لاتجاه قوى العدوان للتصعيد العسكري في بعض المحاور وبعض المحافظات، ونظراً لطبيعة المرحلة وأهمية التطرق إلى هذا الموضوع ما من شك أن الأثر والنتيجة النفسية والمعنوية والعملية وعلى مستوى الرؤية والبصيرة والوعي لشهر الصيام في أثر صيامه وفي نتيجة قيامه وفي بركة هديه يجب أن تنعكس وتتجلى في واقع الإنسان نفسياً وعملياً.

الأثر التربوي و الإيماني، تجلياته في الواقع العملي، نتائجه في الواقع العملي، وأثره المباشر يتجه في اهتمامات الإنسان وتصرفات الإنسان وأعمال الإنسان، ونحن كشعب يمني نتحمل مسؤوليةً كبيرةً تجاه أنفسنا، تجاه شعبنا، تجاه أجيالنا في مواجهة هذا العدوان الظالم الذي له أكثر من ثلاث سنوات وهو اليوم يتجه إلى الاستمرار في التصعيد، وقوى العدوان لم يكن من الغريب في شأنها أن تعيش أو أن تصوم شهر رمضان بهذه الطريقة، جرائم القتل اليومي للأطفال والنساء، الاعتداءات اليومية على شعب يمني، شعب مسلم هو الشعب اليمني، إهلاك الحرث والنسل، التدمير للبيوت، للمدن، للقرى، ارتكاب أبشع الجرائم، عهدناكم خلال السنوات الثلاث الماضية في كل شهر رمضان وفي غير شهر رمضان، من لا يرعى حرمة هذا الشعب حرمة نساءه، حرمة أطفاله، حرمة الحياة البشرية للإنسان المسلم المظلوم الذي تسفك دماؤه بغير حق، كيف يمكن أن يرعى حرمة شهر رمضان المبارك.

شهر رمضان يفترض أن يكون له – وكما قلنا في بدايته – أثرٌ في أن نستفيد منه وأن نتزود منه طاقة هائلة معنوية وإيمانية للتصدي لهذا العدوان، ومحطة عظيمة في هذا الاتجاه، ونحن منذ بداية العدوان اتجه شعبنا العزيز للصمود في مواجهة هذا العدوان بالاستناد والاعتماد على الله سبحانه و تعالى لأنه شعب مسلم، يمن الإيمان، النتيجة الطبيعية لإيمانه هي أن يتوكل على الله وأن يعتمد على الله، وأن يثق بالله سبحانه و تعالى وأن ينطلق بواقع وبدافع هذا الإحساس وهذا الشعور الإيماني، يحس بالقوة يشعر بالاطمئنان، يمتلك الثقة بالله سبحانه وتعالى بربنا العظيم، أنه خير الناصرين وأنه نعم المولى ونعم النصير وأنه نعم السند والملتجأ لمن يعتمد عليه ويتوكل عليه ويثق به وأنه صادق الوعد، وهو وعد عباده المؤمنين المستضعفين بالنصر إذا أخذوا بأسباب النصر واعتمدوا على الله وتوكلوا على الله، وهذا الدافع الإيماني وهذه الطاقة الإيمانية وهذا الشعور الإيماني كان له أبلغ الأثر و كان له أهمية كبيرة في التماسك و الصمود و الثبات خلال كل هذه الفترة، فلم يكن الحساب والاعتماد على مستوى الإمكانات المادية، والرهان على الله سبحانه وتعالى والتوكل عليه والثقة به والاعتماد عليه أثبت جدواه وأثبت ثمرته النافعة والمفيدة خلال هذه الفترة، كم تكبدت قوى العدوان من خسائر ومن هزائم خلال الآلاف من الزحوفات انهزمت وخلال الكثير من العمليات فشلت وتكبدت الكثير والكثير من الخسائر البشرية والمادية في مختلف وفي كافة مستويات قوتها وعتادها العسكري، يعني في أفرادها في قادتها في شخصيات مهمة لديها الخ.

وشعبنا عاش حقيقة النصر في كثير.. كثير.. كثير.. من المواقف، كثير، أعداد هائلة جداً من المواقف من الزحوفات من الأحداث التي انتصر فيها شعبنا وانتصر فيها المجاهدون الأبطال من الجيش واللجان الشعبية في كثير من محاور القتال، وصحيح – يعني في بعض من المعارك في بعض من الأحداث – حصلت تراجعات، هذا شيء يحصل عادة في الحروب ويحصل الكر والفر وتحصل أحياناً حالة من التراجع في بعض المناطق نتيجة لعوامل موضوعية، أسباب معينة، أسباب عملية، ولكنها لا تعني أبداً في أي حال من الأحوال نهاية المعركة، البعض توقعوا في المرحلة التي سقطت فيها بعض من المحافظات الجنوبية أنه خلاص العدو مكمل وسيتجه إلى آخر نقطة في البلاد وآخر شبر في هذا البلد ما عاد يلقى قبله أي مواجهة..لا، وحقيقةً – يعني كثير من المحافظات التي سقطت – إما أن الحاضنة الشعبية فيها، في كثير من منتسبيها، كانت قد عانت خلال المراحل الماضية من تعبئة خطيرة جداً مهدت لهذا العدوان، تعبئة انتقصت من انتماءها الوطني، وانتقصت من إحساسها بهويتها، هويتها اليمنية وهويتها الإيمانية، وحصل عمل كبير جداً على التأثير على البعض من الناس في بعض المناطق تعبئة بكل أشكال التعبئة الخاطئة تعبئة عدائية ضد بقية أبناء الوطن تحت العنوان المذهبي نشاط كبير للقوى التكفيرية، ونحن نعرف – وهذا واضح جداً في أي منطقة في أي بلد سواءً في اليمن أو في غير اليمن – أي بلد تتحرك فيه القوى التكفيرية فإنها تسعى لتدمير النسيج الاجتماعي، تفكيك أبناء الشعب وإثارة العداوة والبغضاء في ما بينهم والتعبئة بالأحقاد والضغائن والنظرة الخاطئة جداً لرؤية تكفيرية بتوجه وحقد بناءً على دوافع تكفيرية.

ثانياً: تضرب الولاء الوطني لا يبقى الإنسان يحس بهويته بما يجمعه بأبناء بلده كيمني لم يعد يتفاعل مع بقية أبناء شعبه كيمنيين، يعمل أولئك من القوى التكفيرية، يعمل أولئك التكفيريون على أن يفصلوا إحساسه وشعوره بالانتماء والهوية، بل ينظر إلى بقية أبناء شعبه أنهم كفار وأنه يجب إبادتهم جميعاً أطفالاً و نساءً كباراً وصغاراً، والنظام السعودي والنظام الإماراتي اشتغل بشكل كبير في المرحلة الماضية، النظام السعودي دفع مليارات لدعم القوى التكفيرية في الساحة اليمنية لتشتغل في بعض من المحافظات ونشطت بشكل كبير جداً، ورسخت نظرة مغلوطة في بعض المحافظات عند البعض من الناس أن بقية أبناء الشعب اليمني كفار ومجوس ورافضة ويجب القضاء عليهم بشكل عاجل جداً، وأن أقرب طريق إلى الجنة أن تتجه لقتال هؤلاء، وانخدع البعض وتحولت بعض المناطق إلى حاضنة لداعش، حاضنة للقاعدة، وحاضنة للقوى التكفيرية الأخرى، بناءً على هذا العمل الذي صاحبه إغراءات مادية، مبالغ هائلة، نزلت إلى تلك المناطق، وأهلها فقراء، واستثمار أيضاً للمشاكل السياسية.. حصل استثمار كبير للمشاكل السياسية في البلد في بعض المحافظات الجنوبية، طوال المرحلة الماضية كان هناك تعبئة ليس ضد الخطأ السياسي أو تجاه المشكل السياسي كمشكل سياسي، لا، دخلت تعبئة مناطقية عند البعض وتعبئة تهدف إلى تمزيق النسيج الاجتماعي، تعقيد جمهور معين ضد اليمنيين كيمنيين، ضد بقية الشعب اليمني كشعب يمني، مع أن المظلومية كانت منتشرة في كل أقطار أو في كل أصقاع هذا الوطن في كل المناطق.

كل الشعب اليمني يعاني، الأخطاء السياسية والمشاكل السياسية في الماضي، عانى منها كل الشعب اليمني و إن تفاوتت مستويات المعاناة، مثلاً في محافظة صعدة آنذاك وبعض المناطق في بعض المحافظات الجنوبية في ريف تهامة في مناطق هنا أو هناك، لكن كلنا يدرك وكلنا يعي في هذا البلد أن المشاكل السياسية في الماضي كان لها آثار سلبية عانى منها شعبنا اليمني على كل المستويات، عانى اقتصادياً في كل اليمن، كل الشعب اليمني عانى اقتصادياً، عانى كذلك على مستوى الأزمات والمشاكل ذات الطابع السياسي وذات الطابع الاجتماعي، وتوسعت المشكلة، وكان الاتجاه الصحيح التعاطي بمسؤولية تجاه أي مشكلة داخلية، لأن كل الذين راهنوا على الالتحاق بالخارج وعلى الولاء للخارج وعلى القتال في صف الخارج وعلى الاتجاه بعدائية ضد أبناء شعبهم هم واهمون و خاطئون و حالمون بالسراب، يعني لن يصلوا إلى نتيجة، كل الذين جعلوا خياراتهم الالتحاق بالخارج سواءً من أبناء المحافظات الشمالية أو من أبناء المحافظات الجنوبية أو من أبناء المحافظات الوسطى، من أي محافظة في هذا البلد، من أي اتجاه، سواءً من الاتجاهات السياسية أو الاتجاهات الاجتماعية، الذين التحقوا بصف العدوان أقول لهم: واللهِ لن تحصلوا مع قوى العدوان بأكثر من أن تكونوا جنودًا لهم وخدماً لهم، شيء غير هذا.. أكثر من هذا.. لن تحصل عليه لن تحصل عليه، شيء من العقل، شيء من التفهم، شيء من التفكير، وشيء من الاستفادة من التجربة، لنا ثلاث سنوات، ليفكر سواءً القوى السياسية حزب الإصلاح أو غيره، ليفكر البعض في الجنوب، ليفكر البعض من القبائل، ما الذي حصلوا عليه بعد ثلاث سنوات بأكثر من أن يكونوا جنوداً يقاتلون أو يقدمون أي خدمة؟؟!!! إذا أنت إعلامي، تكون بوقًا لهذا العدوان، إذا أنت سياسي لا تكون أكثر من غطاء تقدم غطاء سياسي لهذا العدوان، غير هذا ما هناك أي شيء أبدًا، لن تحصل على أي شيء، في هذا السياق يمكن أن يوفر لك عملية تمويل لتؤدي هذا الدور فحسب، لتقاتل معه وأنت تقاتل له، أنت لا تخدم قضية لك، ما هي القضية التي ستخدمها لك أنت؟؟!! ولا شيء.. ولا شيء أبداً، أنت تمكنه من احتلال بلدك، أنت تمكنه من أن يكون صاحب القرار والأمر والنهي والقول والفعل في بلدك، يصبح صاحب الأمر والنهي سواءً في الحديدة أو في عدن أو في مأرب أو سواءً في المخا، في أي منطقة من المناطق يكون صاحب الأمر هو أنت جندي منفّذ، هذا الدور الرخيص الخياني الذي أنت فيه خائن، خائن لله، خائن لوطنك، الذي أنت فيه مذنب ومرتكب جرما كبيرا جدا، لا يشرفك، لا يفيدك، لا يخدمك أبدا، هذا على مستوى المرتزقة وكل الذين انطلقوا في صف العدوان، هم مهما فعلوا مع الأجنبي، الحرب هذه هي حرب الأجنبي، المعركة هذه هي معركة الأجنبي، والأجنبي هذا السعودي، الإماراتي ومن فوقهم الأمريكي له أجندته له أهدافه، هو يريد احتلال هذا البلد، ونحن شاهدنا وسمعنا مواقف لبعض السياسيين، لبعض الإعلاميين، من نفس تلك القوى التي التحقت بصف العدوان، وهي تشكو من هذا الاحتلال، تشكو من مصادرة القرار، تعترف بأن الحالة القائمة في تلك المحافظات الجنوبية والشرقية هي حالة احتلال، بدأوا يتحدثون عن الوجود الإماراتي في سقطرى في عدن، في حضرموت، في المحافظات الجنوبية على أنه احتلال، وهذا واضح على أنه احتلال، لا شك في ذلك، احتلال بكل ما تعنيه الكلمة، سيطرة تامة، الضابط الإماراتي أو السعودي في عدن أو في سقطرى أو في أي محافظة من تلك المحافظات، أو في أي مدينة هو صاحب القرار الأعلى، فوق عبد ربه، فوق أي مسؤول أو شخصية أو أي جندي مجند معهم بأي مستوى من المستويات، هو صاحب القرار، هذه بديهية واضحة، واعترفوا بها وتحدثوا عنها وصدرت بشأنها بيانات، وهناك مواقف أيضا، تعليقات إعلامية، أو مقابلات إعلامية أو غير ذلك، يعني بأي شكل من الأشكال عبروا فيها واعترفوا بهذه الحقيقة وهي حقيقة واضحة، هي حقيقة واضحة وإن حاولوا أحيانا التجاهل لها، الذي يحدث هو عدوان أجنبي، أدواته السعودية والإمارات بشكل رئيسي، واشتركت فيها دول أخرى ومرتزقة آخرون من دول متعددة، وأسهمت القوى المحلية التي التحقت بصف العدوان والمرتزقة المحليون، أسهموا في العمليات البرية بشكل رئيسي، وقامت بعض القوى السياسية التي التحقت بصف العدوان بمحاولة تقديم غطاء سياسي، وغطاء إعلامي لهذا العدوان، وكأنه يصب في خدمتها، يعني يتحدثون، أحيانا يتحدثون وكأن السعودي والإماراتي مجرد خدم عندهم وفاعلين خير لهم، ومقدمين خدمة لهم، وأحيانا مصيحين منهم، أنهم حبسوا عبد ربه، حبسوا المسؤول الفلاني، سبروا كذا، فعلوا كذا، ويتحدثوا بواقع الحال، لكن المسألة واضحة، واضحة جدا يعني العدوان هذا اسمه حرب، اسمه الرسمي حرب ما يسمى بالتحالف ومدري ما هو ذاك، الذي على رأسه قوى واضحة معلنة بينة، داخلة بكل ثقلها في هذا العدوان، ظاهرة في هذا العدوان بكل وضوح.

لتصفح وقرأة وتنزيل الكلمة كاملة اضغط على الرابط التالي:-

كلمة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حول آخر المستجدات 27 مايو 2018 م 11 رمضان 1439هـ

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com