صنعاء: مسيرة جماهيرية مليونية تحت شعار “مُستمرّون في نصرةِ غزة ومواجهة الاستباحة الصهيونية للأُمَّـة”

| أخبار يمنية | 23 محرم 1447هـ الثقافة القرآنية: يراكمُ الشعبُ اليمني مواقفَه الداعمةَ للشعب الفلسطيني وشعوب الأمة، في مواجهة المؤامرات الصهيوأمريكية، بخروج دوري يتعاظم أسبوعًا تلوَ آخر، ويجمل معه رسائلَ مركّبة، بأن اليمنَ لا يرضى بثبات الموقف فحسب، بل بتصعيده أكثر فأكثر، بما يواكب التحديات، ويردع إجرام الأعداء.

وفي الصدد، احتضنت العاصمة صنعاء، عصر الجمعة، طوفانًا بشريًّا مليونيًّا، أضاف رقمًا جديدًا في سلم التصعيد الشعبي المناصر لغزة وشعبها وأبطالها.

وفي المسيرة التي حمّلت شعار “مُستمرّون في نصرةِ غزة ومواجهة الاستباحة الصهيونية للأُمَّـة”، توشّح ميدان السبعين بأعلام اليمن وفلسطين العملاقة، ورايات البراءة من المستكبرين، وصور الشهداء القادة في محور الجهاد والمقاومة، وعلى رأسهم شهيد الأُمَّــة الكبير المجاهد العظيم محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام، بمرورِ عام على ارتقائه شهيدًا بطلًا بعد مسيرة نضالًا أرهقت العدوّ الصهيوني لعقود طويلة، توجّـها بعملية طوفان الأقصى التي دقت المسمار الأخير في نعش الكيان المؤقت.

وتقدمت الحشود المليونية بالابتهال والتضرّع إلى الله سبحانَه وتعالى، وترديد أدعية الاستسقاء، والدعاء لفلسطين ومجاهديها بالنصر المؤزر، وشعبها بالعون والثبات.

وزأر الملايين بهُتافات صاخبة، جاءَ في جانب منها: “من يمن العرب الأقحاح.. عرض الأُمَّــة ليس مباح”، “يا أُمَّـة غزة واجبكم.. والله غدًا سيحاسبكم”، “يا أُمَّـة وجب الإعداد.. لا حَـلَّ سوى في الجهاد”، “غزة مدرسة الجهاد.. عزمًا وثباتًا تزداد”، “يا أمتنا خافِي الله.. فهو أحقُّ بأن تخشاه.. أمريكا قَشَّة والله”، “من يقبلْ بالمحتلّين.. في سوريا وفلسطين.. ليس من الأُمَّــة والدين”، “في البحر العربي والأحمر.. من بقرار الحظر استهتر.. سيلاقي الإغراقَ وأكثر”، “أمريكا وبني صهيوني.. مجرمون مجرمون”، “أمريكا وبني صهيون.. دمويون وسفاحون”، “أمريكا الشيطان الأكبر.. من يتولّاها فسيخسر”، “الجهاد الجهاد.. كُـلُّ الشعب على استعداد”، “يا غزة يا فلسطين.. معكم كُـلّ اليمنيين”، “فوَّضناك فوَّضناك.. يا قائدنا فوَّضناك”.

الحشود أوصلت رسائلَها باستمرار التصعيد وعدم الاكتفاء بأي سقف من أسقف الإسناد لغزة، إلا بما يردع العدوّ الصهيوني وينهي إجرامه وعربدته واحتلاله.

واستنكرت حالةَ الخنوع التي تنتابُ معظمَ شعوب العالمين العربي والإسلامي، مجددةً الدعوة بضرورة الانتفاضة للوقاية من سخط الله، وحمل المسؤولية الدينية والأخلاقية والإنسانية.

وجدّد الأحرار التفويضَ المطلقَ للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- في كُـلّ الخيارات التي يراها كفيلةً بإنهاء الغطرسة والاستكبار الصهيوأمريكي.

وباركوا العملياتِ النوعية للقوات المسلحة اليمنية، في البحار وفي عمق الاحتلال الصهيوني، مؤكّـدين أنهم سيظلون السند والمدد في رفد القوات المسلحة بالمال والرجال والعتاد.

بيان المسيرة: نهج ثابت وموقف متصاعد

وصدر عن المسيرة بيانٌ، أكّـد فيه أحرارُ الشعب اليمني استمرار الموقف الثابت وتصعيده في مواجهة جرائم ومخطّطات العدوّ الصهيوني والأمريكي في منطقتنا.

وقال البيان: “استشعارًا لمسؤوليتنا الدينية والإنسانية والأخلاقية، نستمر في خروجنا المليوني الأسبوعي بلا كلل، ولا ملل، ولا فتور؛ استجابةً لله سبحانَه وتعالى؛ وجهادًا في سبيله؛ وابتغاء لمرضاته؛ وخوفًا من وعيده وعذابه؛ نصرة للشعب الفلسطيني المسلم المظلوم، ومواجهة للاستباحة الصهيونية لأمتنا العربية والإسلامية”.

وَأَضَـافَ البيان أن “على الأعداء أن يعلموا بأنهم لو تمكّنوا من إخضاعِ العالم كله، فإنَّنا – بحول الله وقوته – لن نخضعَ ولن نخنع، وسنتحَرّك دون خوف، ولا كلل، ولا ملل، لمواجهة كُـلّ مخطّطاتهم، ونحن على ثقة مطلقة بنصر الله سبحانه وتعالى”.

وجدَّدَ التأكيدَ على الاستمرار في الموقف المتكامل الرسمي والشعبي مع غزة، وكل فلسطين، شعبًا ومقاومة، في مواجهة جرائم كيان العدوّ الصهيوني، المدعومة بشكل كامل من أمريكا، وأن العمليات مُستمرّة حتى يتوقف العدوان، ويرفع الحصار عن غزة.

وبارك نجاحَ العمليات العسكرية البحرية الأخيرة التي حقّقت الردع، وثبتت إغلاق ميناء أم الرشراش بشكل كامل ورسمي، ونسفت وبدّدت أوهام القدرة على كسر الحصار اليمني على هذا الميناء، وكل ذلك تم بفضل الله وتوفيقه وعونه لمجاهدي قواتنا المسلحة.

وتطرق البيان إلى أنه “في الذكرى الأولى لاستشهاد القائد الجهادي الكبير محمد الضيف -القائد العام لكتائب القسام- نجدّد له ولرفاقه الشهداء -في فلسطين وفي كُـلّ جبهات الجهاد والعزة والكرامة- الوعدَ والعهد َبأننا سنحمل رايتهم، ولن نتركها بإذن الله وتوفيقه، حتى نلقى الله”.

ودعا شعوب الأُمَّــة إلى استلهام أسمى قيم الإنسانية والفداء والتضحية في سبيل الله من هؤلاء القادة الشهداء، والارتباط العملي بكتاب الله، والخوف منه، والرجاء له، والتسلح بالوعي والبصيرة.

واختتم أحرار الشعب بيانهم بالقول: “إننا في الشعب اليمني المؤمن الواعي وفّقنا الله للصمود، وقهر أعتى جيوش الطغاة في العالم، من خلال هذه المنطلقات، وإن هذا هو الطريق الصحيح للعزة والكرامة، والحرية والاستقلال، والبناء والتطور الحقيقي، وإن ما اعتقده البعضُ بأن المواجهة شاقة وخطرة، فإنَّ الواقع والوقائع أثبتت بأن المواجهة للباطل هي طريق النصر، وسبب العون الإلهي، وأن الخنوعَ والانبطاح للباطل أشق وأخطر وأنهما قطعًا لا يوصلان إلا إلى الذل والخسارة في الدنيا والآخرة”.

المصدر المسيرة نت