صنعاء: مسيرة جماهيرية مليونية تحت شعار “عامان من العطاء.. ووفاء لدماء الشهداء”

| أخبار يمنية | 25 ربيع الثاني 1447هـ الثقافة القرآنية: تقاطر ملايين الأحرار من أبناء الشعب اليمني في العاصمة صنعاء، إلى ميدان السبعين؛ للمشاركة في المسيرة الكبرى التي حملت شعار “عامان من العطاء.. ووفاء لدماء الشهداء”، لتشكل خاتمة لجولة امتدت عامين ولإعلان مرحلة متواصلة من المتابعة واليقظة تجاه التطورات في فلسطين.

الأحرار الذين توافدوا من كافة مديريات وعزل أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء للمشاركة الواسعة وتسجيل الحضور وقول الكلمة الفصل، وسط حضور شخصيات اجتماعية وسياسية وحزبية وعلمائية، أضفت للمشهد رسائل إضافية.

الحشد المليوني جعل من المسيرة خاتمة لجولة استمرت عامين ومنبراً لإطلاق مرحلة يقظة ومتابعة مستمرة؛ حيث أعلن الحضور المليوني الاستعداد للانخراط في كل ما يلزم للحفاظ على مكتسبات الصمود والتضحيات الفلسطينية، منوهين حضورهم للمساءلة ومعاقبة العدو الصهيوني في حال حدوث نقض أو إخلال بالالتزامات.

وفي موازاة الحضور الجماهيري، عزفت الكلمات المفعمة بالولاء والتكريم نغمة واحدة أمام استشهاد اللواء الركن محمد الغماري، الذي رأى فيه الخروج تتويجًا لموقفٍ عسكري وشعبي دعمَ القضية الفلسطينية على امتداد العامين الماضيين.

وجددوا التأكيد على أن استشهاد القادة العظماء يدفع الأحرار لمزيد من الاندفاع والإقدام، معتبرين دماء المجاهدين المخلصين وقوداً يقود الشعب لمواصلة حمل الراية التي من أجلها دُفعت الدماء الزكية.

المحطات التاريخية المفصلية في تاريخ الأمة كانت حاضرة أيضاً، حيث استحضرت الحشود الشهيد القائد يحيى السنوار ووضعت هذه الذكرى كمرآة تُعيد إلى الذاكرة سيرة العطاء والتضحية، فيما استلهم الحضور من هذه الرمزية طاقة إضافية للتأكيد على الاستمرار والرباط، وجعل من الوداع شعيرة عزيمة لا تضعف.

ومع تجدد رسائل النصح والدعوات لأبناء أمتنا العربية والإسلامية، والتنديد بمواقف زعمائهم المخزية والفاضحة، والاستهجان بالتواطؤ الدولي الممنهج، زأرت الحشود بهتافات اختزلت الرسائل وضاعفت نبرتها.

هتافاتٌ حملت ألحان الإيمان والوطنية، وكانت كل عبارة فيها تدقُّ نواة معنى وتكشف عن بعدٍ معيّن في الوعي الجمعي.

الحشود زأرت بهتافات عالية: “عامان بتوفيق الله.. سرنا وفق كتاب الله”، “عامان ويمن الإيمان.. طوفان جنب الطوفان”.

وتابع أبطال اليمن في هتافاتهم: “تضحية الشهداء وقود.. لطريق الفتح الموعود”، “بذل يمني أنصاري.. توجه بدم الغماري”، “هاشم فاز ورب الكعبة.. ببياض الوجه لقى ربه”.

وصدر عن المسيرة المليونية بيانٌ تلاه عضو المكتب السياسي لأنصارالله – عضو اللجنة الوطنية لنصرة الأقصى – ضيف الله الشامي، حيث أكد فيه الشعب اليمني أن خروجهم بهذا الحشد الكبير يأتي “تتوجياً للخروج الذي وفقنا الله له وكان بفضله سبحانه وتعالى، الخروج الذي لا مثيل له في الدنيا بكلها، وتعظيماً ووفاءً للشهداء الذين هم وقود مسيرتنا وشواهد صدق توجهنا واستجابة الله وحبًا له ورغبةً فيما عنده، وخوفًا من عذابه، وثباتًا على كتابه ونهجه، وتحت راية من اصطفاهم من عباده”.

وقال البيان: “نزف كشعب يمني – اختار الجهاد في سبيل الله طريقًا له – بكل افتخار واعتزاز إلى الأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم قائدًا جهادياً عظيمًا، وفارسًا من فرسان الإسلام، القائد الجهادي الكبير الفريق الركن محمد عبد الكريم الغماري رئيس هيئة الأركان العامة، والذي كان له دورو عظيم هو ورفاقه في مختلف تشكيلات قواتنا المسلحة المجاهدة في إلحاق هزيمة مذلة بأمريكا في البحار ومعها بريطانيا، وكذلك بكيان العدو الصهيوني المجرم على مدى عامين”.

وأضاف البيان أن الشهداء العظماء “برهنوا للعالم كله بأن وعد الله بالنصر لعباده المؤمنين حق وصدق ولو كان أمام أحدث ترسانات الحرب العالمية، وحاملات الطائرات والقاذفات الأمريكية الاستراتيجية، وأثبتوا أن هزيمة العدو ممكنة بالتوكل على الله والاعتماد عليه وأن التضحيات وقود الانتصارات ولا تؤدي إلى توقف مسيرة الحق بل تزيدها اتقادًا واشتعالًا في وجه الطاغوت”.

وتابع الحشد المليوني في بيانه: “نستذكر في هذا المقام كوكبة من القادة الشهداء العظماء في هذه المعركة ونخص القائد الكبير الشهيد يحيى السنوار ونحن في ذكرى استشهاده، ونترحم عليه وعلى غيره من القادة الشهداء في فلسطين ولبنان وإيران، وفي بلادنا من قيادات رسمية في الدولة مدنية وعسكرية من جميع التشكيلات البرية والبحرية والطيران المسير والصاروخية والدفاع الجوي والتعبئة العامة والإعلام ومن المواطنين وغيرهم على مدى عامين من الاسناد”.

ولفت البيان إلى أن الشهداء الذين ارتقوا في هذه المعركة المقدسة “قدموا أعظم دروس الثبات والتسابق إلى التضحية، ورفضوا الخنوع أو الاستسلام أو التراجع”.

وأضاف “نعاهدهم جميعًا بأن نمضي على ذات الطريق دون تردد أو تراجع حتى يتحقق وعد الله الذي لا يخلف الميعاد”.

وجدد البيان التأكيد على “ثباتنا على مواقفنا المبدئية الإيمانية والأخلاقية والإنسانية مع غزة وتجاه قضيتنا الأولى فلسطين والأقصى المبارك، وأن هذا هو عهدنا الله وللشهداء ولن نتراجع عنه”.
وجدد الشعب التنويه إلى أنه “سنبقى نراقب بكل اهتمام التطورات في غزة، ونحن جاهزون للعودة في حال عاد العدو أو غدر أو نكث، فإننا سنعود أكثر عزماً واستعدادًا على كل الأصعدة والمستويات بإذن الله وتوفيقه وعونه”.

ودعا “الجميع في مختلف المجالات رسميًا وشعبيًا إلى التحرك بكل عزم وجد في استخلاص الدروس والعبر والتجارب من هذه الجولة من الصراع مع العدو، والاستعداد فورًا لأي جولة قادمة، وأن لا نسمح للعدو أن يكون أكثر جدية واهتمامًا واستعدادًا للظلم والإجرام من جديتنا واهتمامنا واستعدادنا لإقامة القسط والعدل ودفع الظلم والبغي”.

وفي ختام البيان، دعا الشعب اليمني “شعوب أمتنا بدعوة الله إلى ما فيه فلاحهم وصلاح دنياهم وآخرتهم وذلك بالعودة الصادقة والعملية إلى القرآن الكريم باعتباره نور الله وهديه لعباده، أنزله لهم منهجًا للعمل به في مختلف مجالات حياتهم، وإلا فما ينتظرهم على أيدي أشد الناس عداوة لهم أكثر سواء، ولا حل ولا مخرج إلا في كتاب الله القرآن الكريم”.