صنعاء: مسيرة جماهيرية مليونية تحت شعار “لن نتهاونَ أمام إبادة غزة واستباحة الأُمَّــة ومقدَّساتها”

| أخبار يمنية | 30 محرم 1447هـ الثقافة القرآنية: احتضن ميدانُ السبعين بالعاصمة صنعاء، عصر الجمعة، مسيرةً مليونية تاريخية وغير مسبوقة، بعد أقل من 24 ساعة على دعوة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الشعب اليمني للخروج بشكل كبير.

وفي مليونية “لن نتهاونَ أمام إبادة غزة واستباحة الأُمَّــة ومقدَّساتها”، تقاطر ملايينُ اليمانيين الأحرار من كافة مديريات وعزل أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء، حتى فاض ميدانُ السبعين، وامتلأت المربعاتُ المستحدثة على جوانب الساحة وفي الطرق الفرعية المؤدية إليه، واستمر الحضورُ في التوافد حتى اللحظات الأخيرة للمسيرة.

المشهدُ عكس اندفاعةً يمانيةً جديدةً، في إطار التصعيد الشامل الذي تنتهجه اليمن بقيادة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي لنصرة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، فيما عبّر عن الاستجابةِ الصادقة والقوية لدعوة القائد ولداعي الدين والإنسانية والأخلاق بعد أن وصل الإجرام الصهيوني ذروتَه، وبات ملايين الفلسطينيين من النساء والأطفال والشيوخ يموتون جوعًا وحصارًا.

وفي المليونية التاريخية، توشّح ميدانُ السبعين بأعلام اليمن وفلسطين، ورايات الشعار، فيما زأر الحشدُ المليوني بهُتافاتٍ صاخبة، وبصوت مرتفع.

وجاء في زئير الحشد المليوني: “غزة يا أعراب تنادي.. من منكم يطعمُ أولادي”، “غزة أوجعها الخِذلان.. أكثر من ظلم العدوان”، “يا عرب يا عرب.. أين الغيرةُ والغضب”، “في غزة لله رجال.. معجزة في الاستبسال”، “موقفنا مِن أجلِ الله.. وجهادًا في سبيل الله”، “مع غزة يمن الأنصار.. بجهوزية واستنفار”، “أمريكا والصهيونية.. هم أعداءُ الإنسانية”، “في غزة شعب موجوع.. تركته الأُمَّــة للجوع”، “يا أُمَّـة غزة تعنيكم.. عاقبة الصمت ستخزيكم”، “غزة يا أُمَّـة تعنيكم.. ما فيها اليوم غدًا فيكم”، “أمتنا للغرب أسيرة.. ينقصها وعي وبصيرة”.

وجدّد ملايينُ الأحرار من أبناء الشعب اليمني الوعد والعهد لفلسطين -أرضًا وشعبًا ومقاومة ومقدَّسات- بمواصلة، مردّدين في هتافاتهم: “يا غزة يا جند الله.. معكم حتى نلقى الله”، “الجهاد الجهاد.. حيَّا حيَّا على الجهاد”، “يا غزة واحنا معكم.. أنتم لستم وحدكم”، “فوَّضناك فوضناك.. يا قائدنا فوضناك”.

اليمانيون أعلنوا حالةَ النفير العام، داعين إلى تكثيفِ جهود الحشد والتعبئة العامة، وفد معسكرات التدريب وتعزيز دورات “طوفان الأقصى” بدورات إضافية.

وأهابوا بكل الأحرار إلى رَصِّ صفوف معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدَّس”، ورفع مستوى الجاهزية إلى مستويات غير مسبوقة.

وكرّر اليمانيون مناشدات ورسائل السيد القائد للدول التي لديها حدودٌ مع فلسطين المحتلّة، بفتح معابر لمضي مئات المقاتلين من أبناء الشعب اليمني، لإسناد المجاهدين في غزة.

واستهجنوا الموقفَ العربي والإسلامي الذي يتفرج على ما يجري في غزة، محذرين شعوب الأُمَّــة من عقوبة إلهية قادمة، حيال التفريط في أعظم مظلومية على وجه الأرض.

واستبشر الحشد المليوني بما ذكره السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، عن التوجّـه لخيارات تصعيدية إضافية خلال المرحلة القادمة، مجددين التفويض له والعهد بالمضي في كُـلّ الخيارات التي يتخذها نصرة للشعب الفلسطيني واقتصاصًا من العدوّ الصهيوني المجرم.

 

تذكرة لعلماء الأُمَّــة.. دول “الطوق في المقدّمة”

وقبيل تلاوته لبيان المسيرة، ألقى مفتي الديار اليمني العلامة شمس الدين شرف الدين، كلمةً، جدّد فيها تذكيرَ علماء الأُمَّــة، وفي مقدمتهم علماءَ الدول المجاورة لفلسطين، بضرورة القيام بمسؤوليتهم في مناصرة الشعب الفلسطيني، كونه من أعظم صور الجهاد في سبيل الله.

وقال: إن الحُجّـةَ على علماء دول الطوق أعظم، ولا تُعفى بقيةُ الدول الإسلامية عن المسؤولية حتى لو كانت في أقصى الدنيا، فالكل مسؤولٌ أمام الله في وجوب مناصرة الشعب الفلسطيني”.

واستدرك العلامة شمس الدين شرف الدين بالإشادة بمواقف البعض من علماء الأُمَّــة الذين قاموا بواجبهم، وأكّـدوا على وجوبِ مناصرة ومؤازرة الشعب الفلسطيني والوقوف معهم، وأفتوا بوجوب الجهاد في سبيل الله.

ولفت مفتي الديار اليمنية إلى ما يجري في غزة من مذابحَ وجرائمَ وحشية يندى لها جبين الإنسانية، متسائلًا: “أين الرحمة، أين الشفقة، أين الغيرة والحمية لإخوانكم الذين يموتون جوعًا يوميًّا، وأنتم تتفرجون عليهم ولم تحَرّكوا ساكنًا؟!”.

 

بيان المسيرة.. استنفار واستنكار واستبشار

إلى ذلك تلا العلامة شمس الدين شرف الدين، بيانَ المسيرة، والذي أكّـد فيه الشعب اليمني أننا “خرجنا هذا الأسبوع وقلوبنا تعتصرُ ألمًا على أهلنا الأعزاء في غزة، الذين يتعرضون لأسوأ جرائم القتل والترويع، ويفتك بهم التجويع الممنهج من الداخل وتحاصرهم الخيانات من الخارج”.

وقال البيان: “يحزننا بُعد المسافة بيننا وبينهم الذي ينهك شعبنا بالقهر والألم، ونشعرُ معه بالحزن والأسى؛ لأَنَّ الأنظمةَ الخانعةَ التي تفصلُ جغرافيًّا بيننا وبين غزة تحولُ دون وصولنا لنصرتهم؛ فلا هي التي نصرتهم، ولا هي التي فتحت الطريقَ للمجاهدين الأحرار للزحف إلى فلسطين والاشتباك مع اليهود الصهاينة مباشرة لتطهير الأرض من رجسهم وخبثهم الذي لا مثيلَ له في الدنيا، ويزيدنا ألمًا صمتُ وتخاذلُ، بل وتكبيلُ الأُمَّــة، وهي ترى شعبًا مسلمًا هو جزء منها وفي وسطها يُقتَل بأفتك أسلحة الإبادة، ويُمنَع عنه الماء والغذاء ليُقتَل جوعًا وعطشًا أمامَ أعين العالم بأكمله”.

وحمّل البيان “قادةَ أمريكا والكيان الصهيوني مسؤوليةَ جرائم الإبادة، واستخدام التجويع سلاح إبادة ضد أبناء الشعب الفلسطيني في غزة”.

وأوضح أن سلاحَ التجويع “جريمة نكراء تسقط كُـلّ أكاذيب المزايدين بشعارات وعناوين الحقوق والحريات، وكل ادِّعاءات الأخلاق والقيم، وتسجّل باسمهم أبشعَ جريمة في التاريخ يشاهدها العالم بالصوت والصورة، وتلطّخ بها تاريخهم الإجرامي الأقبح والأشنع”.

كما حمّل البيان “الصامتين والمتخاذلين من حكام الأنظمة العربية مسؤولية تشجيع العدوّ على الاستمرار والتمادي في هذه الجرائم”.

وتابع بيانُ الشعب “نرحِّبُ ونعتزُّ بإعلان السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله) دراسةَ مزيدٍ من الخيارات لاتِّخاذها ضد العدوّ الصهيوني، ونثق كُـلَّ الثقة بأن قيادتنا الصادقة والمخلصة لا يمكن أن توفِّر أي جُهد في النصرة لغزة والدفاع عنها، ونؤكّـد جاهزيتَنا واستعدادنا لأية تبعات تترتب على أية قرارات لمواجهة العدوّ والتخفيف عن غزة وأهلها”.

وفي ختام البيان، جدّد اليمانيون “التأكيدَ على تمسكنا وثباتنا على الموقف الرسمي والشعبي الداعم لغزة وفلسطين كجزء من انتمائنا الإيماني بالله -سُبحانَه وتعالى-، وبكتابه العظيم، وبرسوله الكريم؛ وتنفيذًا لتوجيهاته بالجهاد في سبيله، والصبر في هذه الطريق، وثقتنا بالنتائج العظيمة والثمار الإيجابية الواعدة لهذا الخيار هي نابعة من ثقتنا بوعود الله للمتقين بالنصر والفلاح، وللمجرمين بالبوار والخسارة، وكل تاريخ الأمم شاهد على ذلك”.

المصدر المسيرة نت