صنعاء: مسيرة جماهيرية مليونية تحت شعار “ثابتون مع غزة.. وجهوزيتنا عالية لمواجهة كُـلّ مؤامرات الأعداء”

| أخبار يمنية | 14 صفر 1447هـ الثقافة القرآنية:خرجت عصر اليوم الجمعة مسيرة جماهيرية مليونية في ميدان السبعين في العاصمة صنعاء تحت شعار “ثابتون مع غزة.. وجهوزيتنا عالية لمواجهة كُـلّ مؤامرات الأعداء”، حيث تدفَّقت السيولُ البشرية إلى الميدان، غيرَ مباليةٍ بطبيعة الأجواء المنحسرة بين الأمطار أَو حرارة الشمس المرتفعة؛ انطلاقًا من الدافِعِ الإيماني والديني والإنساني والأخلاقي، وهو الشعبُ الذي لم يتوقَّفْ عن التضامن تحتَ صواريخ طائرات الأعداء وبارجاتهم.

وفي المسيرة التي اكتظ بها الميدانُ والساحاتُ المستحدثة فيه والطرق والمسارات المؤدية إليه، توشّح الحشدُ المليوني بالعَلَمَين الفلسطيني واليمني، وعَلَمِ حزب الله الذي يتعرض لمؤامرة تستهدف لبنان والمنطقة، ليؤكّـد اليمنُ أنه سيظل حاميَ حمى الأُمَّــة وقضاياها المصيرية.

كما تزيّن الميدان بشعارات البراءة من الأعداء، منها لوحاتُ الشعار المترجمة بلغات مختلفة؛ نظرًا لصيرورةِ المسيرات اليمنية – سيما مسيرة ميدان السبعين – أيقونةَ الإنسانية والمبادئ والأخلاق، ومحلَّ تجسيد صدق الانتماء للدين والأمة وقضاياها ومقدساتها.

ومع توافد الحشود حتى اللحظات الأخيرة من المسيرة، زأر الحضورُ المليوني بهُتافات جدّدوا فيها التأكيدَ على أن الموقفَ اليمني مع غزةَ لن يتوقفَ حتى تبيضَّ وجوهُ أهل غزة واليمن وتسودَّ وجوه من خذل فلسطين.

وهتف الحشد المليوني بصوت واحد: “ما دام الله لنا مولى.. عن غزة لا لن نتخلى”، “إخوان الصدق مع غزة.. ماضون على درب العزة”، “موتوا يا أحفاد القردة.. لن نترك غزة منفردة”، “أمريكا والصهيونية.. حرب ضد الإنسانية”.

وتوجّـهت الهُتافاتِ إلى أبناء الأمتين العربية والإسلامية قاطبة، وعلى رأسهم زعماء الأنظمة: “يا أُمَّـة هذا أقصاكم.. أين الغيرة أين إباكم”، “تدنيس الأقصى المتكرّر.. يكفي الأُمَّــة أن تستنفر”، “غزة خط دفاع الأُمَّــة.. تركت إسرائيل بأزمة”، “غزة جوعى وتناديكم.. قد أشهدت اللهَ عليكم”.

ومن أرض يمن غزة وفلسطين إلى بلاد الأرز، زأر اليمانيون بهُتافات: “يسعَون لنزع السلاح.. كي يبقى لبنان مباح”، “من يطلب نزعَ السلاح.. يسعى نحو الاجتياح”، “تسليم سلاح الشعوب.. يخدم مجرمي الحروب”.

واختتم الحشدُ هُتافاتِه بالتأكيد أنه “لا بديلَ عن السلاح” أمام مساعي الأعداء وتحَرّكاتهم لتثبيت الاستباحة بحق الأُمَّــة وقد تجرَّدت من كُـلّ عوامل قوتها بعد أن تجرَّدت عن دينها وإنسانيتها وأخلاقها وقيمها وغيرتها، مجدِّدين العهدَ لفلسطين وغزة: “يا غزةَ يا جند الله.. معكم حتى نلقى الله”، “يا غزة واحنا معكم.. أنتم لستم وحدكم”، “الجهاد الجهاد.. حَيَّا حَيَّا على الجهاد”، “يا غزة يا فلسطين.. معكم كُـلّ اليمنيين”.

وبعد الزئير تواصلت رسائلُ الحشود لوسائل الإعلام المحلية والدولية، أكّـدوا فيها أن الموقفَ اليمني سيظل في تصاعد مُستمرّ حتى وقف الإجرام الصهيوني.

وجدّد أحرار اليمن دعوتَهم للشعوب العربية والإسلامية للتحَرّك قبل فوات الأوان وحلول عواقب الصمت والتخاذل.

واستهجنوا خضوعَ الأنظمة والحكومات العميلة التي باتت تتبنّى وتصوّت على ما يمليه العدوّ الصهيوني في العلن، وفي مقدمة ذلك سلاح المقاومة اللبنانية والفلسطينية، والمؤامرات الخبيئة التي تستهدف اليمن لثني موقفه الديني.

وصدر عن المسيرة بيان، تلاه عضو الأمانة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام الشيخ حسين حازب، وأكّـد الشعبُ فيه أن “تحريكَ العدوّ الصهيوأمريكي لعملائِه من داخلِ وخارجِ الأُمَّــة ضد المقاومة في غزةَ وفلسطينَ ولبنانَ؛ للضغط بأدوات محلية وإقليمية لنزعِ سلاح المقاومة وتغطية ذلك بعناوين المصلحة، وكذلك نيتهم تحريكَ أدوات الخيانة والعمالة في بلادنا بنفس الأُسلُـوب، ما هو إلا جزءٌ من العدوان الصهيوأمريكي على الأُمَّــة، وفصلٌ من فصوله ينفّذُه عبر أدواته المتنوعة وبعناوينَ خادعة، ينبغي أن تُواجَهَ بكل أنواع الرفض، وخَاصَّة الشعبيَّ؛ لأَنَّ الشعوبَ هي أكثر من تدفعُ الأثمانَ في النهاية إذَا لم تتحَرّك لمواجهة المخاطر”.

ولفت البيان إلى أن “هذا المخطّطَ البديلَ يدُلُّ على فشلِ العدوّ في معركته المباشرة معنا في مختلف الساحات، واضطراره لاستخدام خطط وخيارات أُخرى، لكنها ستفشلُ بإذن الله. فمن يعرفْ وعودَ الله في القرآن الكريم التي توعّد فيها الكفارَ بالفشل والخسارة، سيعرفْ أَيْـضًا أنه توعَّد المنافقين بذات المصير”.

وقال البيان: “ونحن في يمن الإيمان والحكمة نعلنُ جاهزيتَنا لمواجهة أية مخطّطات أَو مؤامرات يتحَرّكُ فيها الأعداءُ تحت أيةِ عناوين، وبأي شكل، ومن أية جهة كانت”.

وأضاف: “كنا منذ البداية – وما زلنا – نعرفُ أن موقفَنا العظيمَ والمشرِّفَ الذي وفَّقنا اللهُ له أزعج الكفارَ والمنافقين، وأنهم لن يسكتوا على ذلك، ولن يتوقّفوا عن المحاولة في كُـلّ الأوقات وبكل الطرق لإيقافنا وسلبنا شرفَ هذا الموقف، لكنه سعيٌ للمستحيل بعينه، ما دُمنا متوكّلين على الله، ومعتمدين عليه، وجهوزيتُنا عالية، ووعيُنا القرآني راسخ، ونتمسَّكُ باستعدادنا العالي للتضحية، وبالصبر والثبات في جهادنا المقدَّس، حتى يكرمَنا الله بالفتح الموعود والنصر المحتوم بفضلِه ومنّه وكرمه”.

ودعا “كُـلَّ أبناء الإسلام إلى دعمهم بالمال والسلاح وبكل ما يعزِّزُ صمودَهم؛ لأَنَّ ذلك هو الخيارُ السليم والحكيم، وما يأمُرُ به اللهُ، وما يقضي به العقلُ والمنطقُ، وما يحتاجُه الواقع، ويشهدُ على صوابيته وجدواه وفشلِ ما دونِه من الخيارات”.

وأوضح أنه “إذَا كان معتنقو الصهيونية يقتُلون شعوبَ أمتنا، ويرتكبون بحقنا أبشعَ أنواع الجرائم في العصر الحديث من منطلقاتٍ دينيةٍ يفترونها على الله؛ فكيف لا ندافعُ عن أنفسنا ونجاهدُهم من منطلقاتنا الدينية الصحيحة والعادلة التي أمر اللهُ بها حقًّا ووردت في كتابِه القرآن العظيم؟!”.

وفي ختام البيان أكّـد الشعبُ اليمني أن “تفريطَ الأُمَّــة وتهاوُنَها أمامَ سلسلة الاعتداءات على الأقصى الشريف، التي تتوسَّعُ وتتزايَدُ بغرضِ ترويضِ الأُمَّــة على القبول بذلك، هو مفتاحُ شرٍّ يشجِّعُ العدوَّ على التحَرّك برعونة أكبرَ لتنفيذ مخطّط ما يسمّيه بـ (إسرائيل الكُبرى)، بما فيه من السيطرة حتى على مكة والمدينة، وهو مطمئنٌ بأن من لم يتحَرّك لأجلِ الأقصى الشريف لن يتحَرّك لأجلِ مكةَ المكرمة ولا المدينة المنورة، ومن لم تستفزه المجازرُ في غزةَ لن تستفزه المجازرُ في بقية مدننا وبلداننا العربية والإسلامية”، موجهّا خطابه إلى كُـلّ الأحرار في الداخل والخارج: “اللهَ اللهَ في التحَرّك؛ مِن أجلِ الأقصى الشريف، ورفع الصوت عاليًا حمايةً له ولكل مقدَّساتِنا، واللهَ اللهَ في نصرةِ غزة إنقاذا لها ولكل بلاد العرب والمسلمين.

 

المصدر المسيرة نت