القرآن الكريم

في ميدان الصراع مع العدو نحتاج الى الاعتصام بالله والى أعلام هدى.

برنامج رجال الله اليومي.

السيد حسين بدر الدين الحوثي.

الدرس الأول من سورة ال عمران نهاية الدرس.

السنيّة في تعب شديد وهم دائماً يقفوا وهم ملجمين أبو بكر وعمر.. حديث يأتي من رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) صحيح في علي يحاول بأي طريقة يدفعه.. يركله، لا يسقط على أبي بكر يطحسه. يحاول في آيات القرآن كذلك، يتقافز من فوقها من أجل أن لا يلزم أن تكون في علي فيكون علي هو أفضل من أبي بكر. أليس هذا يعني أن هناك أعلاماً متعبين؟. أعلاماً يرهقونك، أعلاماً تجد نفسك في موقف ضعف، أعلاماً تحتاج إلى أن تدافع، تدافع من؟ تدافع باطل أو تدافع القرآن وتدافع الرسول من أن يهجم عليهم.

طيب لو كان أبو بكر هو بالشكل الذي يمكن أن يكون أهلاً لأن يكون علماً لكانت تلك الأحاديث التي تأتي تدفعها هي له, لكان هو الذي سيرفع رسول الله يده يوم الغدير ويقول: ((من كنت مولاه فهذا أبو بكر مولاه)). ما كان بالإمكان هكذا؟. كان بالإمكان أن يكون هو الذي قال فيه الرسول: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى)). لكان بالإمكان أن يكون هو الذي قال فيه (صلوات الله عليه وعلى آله) ((أنا مدينة العلم وأبو بكر بابها)) ما كان بالإمكان هذا؟ فلماذا تسمع دائماً يقول: علي.. علي. ثم في الأخير تحاول تدفع علي هناك وترى حالك تلجم هناك! ما هذا يعني عمل متعب؟ عمل متعب, عمل مرهق.

لكن تعال إلى علي، تعال إلى أهل البيت هل تجد تعباً؟ لن تجد تعباً، لن يحرجك الإمام علي إلى أن تدفع عنه القرآن، أو تدفع عنه محمد.. لكن ادفع عنه الباطل، ادفع عنه معاوية, ادفع عنه باطل. بل هو الذي تحتاج إليه مع القرآن لتدفع أهل الباطل أن لا يشوهوا القرآن. صحيح؟.

تدفع أهل الباطل أن لا يدنسوا مكانة محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) لكن هل يحرجك علي؟ هل ارتكب أخطاء تاريخية مخزية يحوجك إلى أن تُلَجِّم، وتغطي وتدسم عليها؟. أو يحوجك أهل البيت من بعده إلى هذا؟.

حصل ظاهرة في أئمة متأخرين من الزيدية، حصل داخلهم حركة وتضارب، وأشياء من هذه، هل نحن أحرجنا أنفسنا بهم، ونقول سلام الله عليه وهو كذا؟. لا. لا سلام الله عليه وهو على باطل، لا سلام الله عليه ولو عمامته كيف ما كانت، أو يحمل اسماً كيفما كان. نحن لا نتعب أنفسنا بأعلام يرتكبون باطلاً ثم نحاول أن ندسم عليهم. هذا ليس من طريقتنا إطلاقاً.

متى حصل هذا؟. عند متأخري الزيدية عندما امتدت إليهم هَبَّة من الروائح الكريهة من جانب شيعة هؤلاء، فدخل معتزلة ودخل سنيّة، وأصبحوا متأثرين بهم، فطلعوا أعلام منحطين، وطلع صراع فيما بينهم، طلع صراع ما كان يحصل مثله بين أئمة أهل البيت السابقين، فتدنسوا هم بسبب ما وصل إليهم؛ ولأنهم لم يكونوا كاملين، لم يحصلوا على الكمال، بعضهم لم يحصل على الكمال؛ لأن ثقافته كانت معتزلية, ثقافته كانت سنية، ولا يمكن أن يبلغ رجل درجة كمال بحيث يمكن أن يلي أمر الأمة، وهو على هذا النحو؛ لأنه هو أصبح متأثراً بالآخرين، أصبح متأثراً بما هَبّ من جانب أبي بكر وعمر وشيعتهم.

ما هم بيحاولوا الآن أن يقولوا: الأئمة الزيدية حصل فيهم كذا, كذا. قلنا شوفوا احنا [مُطَرِّقِيْنَ فيهم]، من شفتوه على باطل العنوه. هل سنأتي نحن ونقول: ماشي أبداً.. نحاول نشرِّبك عائشة وقد خرجت تقاتل الإمام علي، وتحت قيادتها حوالي ثلاثين ألفاً، وحاشيتها من بني أمية. نحاول نشرب الناس غصبا غصبا, في الأخير يقل لك رضي الله عنهم هؤلاء ما يضرهم شيء هؤلاء ما يؤثر عليهم شيء [مُصَرَّفِينَ] كلهم من المعاصي، مصرَّفين تصاريف ما يضرهم شيء لكن محمداً يضره عندما قال: {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} (الأنعام:15).

حتى الإثنا عشرية تدرون أنهم محرجين هم أيضاً مما تجلى لنا أنهم محرجين في مسألة أئمة معدودين، جعلوهم أئمة الكون بكله، ثم رأوا في الأخير أن المسألة كانت غير طبيعية، فعندما ظهر الإمام الخميني وطرح نظرية [ولاية الفقيه] كان كثير منهم يقاومها.

طيب ما الذي حصل؟ من آمنوا بالمسألة ولا يزال في ذهنيتهم اثنا عشر رأوا وضعيتهم محرجة، فماذا قالوا؟. عمدوا إلى الجانب الزيدي المجاهد فقالوا: [هذا كان هو الجناح العسكري للأئمة] من أجل ماذا؟ من أجل أن يحاولوا أن يبرهنوا على أن أولئك الأئمة كانوا رجال ثورة وجهاد، ورجال يعملون على إقامة حكومة إسلامية. ما هم دوروا للزيدية؟ فقالوا هم كانوا الجناح العسكري للحركة الرسالية في حركة الأئمة, فكان [زيد] هو القائد العسكري للإمام جعفر الصادق، فكان هو عبارة عن شخص على رأس معسكر، وجيش يخرج تحت قيادة جعفر الصادق.. وهكذا وعلى هذا النحو. من أجل ماذا؟. من أجل أن يحاولوا أن يلبسوا أئمة معينين لباس آلة الحرب. فيقولوا هؤلاء الأئمة الذين هم أئمة عظماء هم كانوا أئمة يقاومون الظلم، هم كانوا يعملون في إقامة حكومات إسلامية، هم كانوا أئمة يلبسون آلة الحرب، وين‍زلون إلى ميادين القتال.

مع أن كان المنطق السائد هو أئمة هكذا عباد زهاد، ليس هناك أي كلام حول الجانب الجهادي، جانب إقامة حكومة فيما بعد من عصر زين العابدين ومَنْزَل إلى عند المهدي المنتظر [عجل الله فرجه]!، كما يقولون هم أنه قد ولد. إذاً فهناك من أئمتهم تسعة لا يستطيعون أن يتحدثوا عنهم أنهم قاموا بحركة جهادية، وعندما لمسوا المسألة أنهم بحاجة إليها حاولوا أن يضفوا عليهم صبغة الحركة الجهادية.

طيب ما هم احتاجوا يعملوا نفس الأسلوب يلبسوا أئمتهم دروع الحرب وقد تحولوا إلى رفات؟ لكن تعال أنت إلى أئمة الزيدية لا تحوج نفسك في شيء ستجد لديهم ما يدعم نشاطك كله، وأنت تدعو إلى الإسلام، وأنت  تجاهد في ميادين الإسلام، وأنت تعمل للإسلام في مختلف مجالات العمل تجد لديهم القدوة الكاملة، وأنت تريد أن توعي الناس ليفهم الناس تجد لديهم الأمثلة الكاملة من واقع حياتهم بالشكل الذي يذهل الناس ويرسخ الوعي بأهمية قيم الدين إلى أعماق أعماق نفوسهم.

ثم تجدنا أقل الطوائف ولاءً، ما هذا هو الحاصل؟ نحن أقل الطوائف ولاءً لأهل البيت. ويا ليت أهل البيت الذين هم من نوعيتنا كانت المسألة بسيطة، لكن أقل الطوائف ولاء لمثل الإمام علي. المكارمة أكثر ولاء للإمام علي منا، الإثنا عشرية أكثر ولاء للإمام علي منا، الإسماعيلية أكثر ولاء للإمام علي منا، بل الصوفية السنيّة بعضهم أكثر ولاء يهتفون باسم علي أكثر منا.

ونحن.لا.. مثلما قال [محمد عصمت] الرجل المصري وهو يخطب في الغدير قال:[حالة رهيبة شاف اليمنيين عليها، قال لو تدخل نعجة سيد بين زرع قبيلي سيقول: رضي الله عن أبي بكر وعمر، ويكفر بعلي، ويطلع أبو بكر بسرعة خليفة]. هكذا خطب في الغدير، عندما رأى الروحية هذه.. قال: مالكم؟. هو نفسه تشيع لأنه لاحظ أحاديث حول أهل البيت داخل كتبهم هم، تشيع وهو لا يزال في مصر، وجاء إلى اليمن فرأى اليمنيين هنا الزيدية ليسوا بالشكل الجذاب في مجال التشيع، ورأى كتبنا مخطوطات ما استطاع يقرأها، ورآنا على هذا  النحو المنحط من الولاء لأهل البيت حتى قال هذه العبارة: [لو تدخل نعجة سيد بين زرع قبيلي وكان يقول قبل أن تدخل النعجة أن الإمام علي هو الخليفة الأول سيطلِّع أبو بكر هو الخليفة وعمر بعده وعثمان بعده ويجعل علي الرابع ثم يترضي على الثلاثة كلهم الأولين].

ثم أنه لَفْ أدواته وسافر إلى إيران، وذهب إلى هناك يتجعفر كله عقله وزيه؛ لأنه رأى أننا لسنا جذابين؛ ولهذا لسنا جذابين حتى عند نفوسنا.. صحيح؟. هذا الزيدي يتحول وهابي، وهذا يتحول إلى إثناعشري؛ لأنه ما رأى من يجذبه، ما رأى ولاء، ما رأى أمة لها أعلام واضحة تنشد إليهم. يدخل بعض المراكز وهم متعاندين وهم متماحكين، في الساحة لا يسمع شيئاً، كلمتين ثلاث في الإمام علي قال: بَسْ.

لم يروا فينا ما يشدهم نحونا، لا حركة عقائدية ولا حركة جهادية، لا حركة سياسية، لا اقتصادية، لا ثقافية، لا شيء. ألسنا رقم تحت الصفر؟ حقيقة.

إذا أحد عنده ملاحظات يقول الصدق في هذا. أنا لا أتهَجّم على طائفة أخرى، أنا من قلب الطائفة هذه.

{وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}(آل عمران: من الآية101) ماذا توحي به هذه الآية؟ من قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا}(آل عمران: من الآية100) أليست توحي بأن هناك عملاً رهيباً ضد هذه الأمة عمل رهيب يحاول أن يطوع الأمة، عمل رهيب كله شر، يجعل واقعك تبحث عن من تعتصم به هنا أو هنا، فبمن تعتصم؟ اعتصم بالله. {وَمَنْ يَعْتَصِمْ}: يمتنع. كلمة {يَعْتَصِمْ} توحي بأني أنا أبحث عن من أعتصم به، أليس العرب الآن هكذا؟ تارة يبحث عن أمريكا يعتصم بها، وتارة يبحث عن الاتحاد السوفيتي يعتصم به، وتارة يحسن علاقاته مع طرف آخر يعتصم به. أليس هذا هو الحاصل؟.

المسألة تعني أن الأمة تُواجه بصراع جاد، عمل جاد من ذلك الزمن إلى الآن، يتجه نحو تطويع الأمة لأهل الكتاب من اليهود والنصارى لنكون تحت أقدامهم كافرين، وليس فقط يهود كمثلهم، نحظى بحقوق متبادلة معهم كمواطنين يهود. أليس كذلك؟.

أنهم لو كانوا حريصين علينا لكانوا يعملون على أن يجعلونا يهوداً كمثلهم لنحظى بحقوق مواطنة كيهود. لكن كافرين تحت أقدامهم يسخروننا لهم، بلداننا كأسواق لمنتجاتهم، وسائل إعلامنا كأبواق لثقافتهم وفكرهم، كُتَّابنا أقلام تصدر تضليلهم نتحول كلنا إلى خدام لهم، كافرين تحت أقدامهم، فلا نستطيع أن نخدم أنفسنا، ولا أن ننقذ أنفسنا، ولا يكون في واقعنا ما هو عصمة لنا، ولا يبقى – أيضاً – لنا توجه نحو الله بشكل يجعلنا نعتصم به، الله يقول هنا القضية خطيرة جداً، القضية خطيرة جداً، ما هو فارع فيكم منها – بعبارة بلادنا – ما هو فارع فيكم منها إلا الله.

{وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}(آل عمران: من الآية101) بالتأكيد قد هُدِيَ، ما {قد} للتحقيق؟ هدي.. وكلمة {هُدِيَ} توحي بأنه حصل على الهدى من طرف آخر. أي أن المسألة هو أنك في ميدان هذا الصراع تحتاج إلى طرف آخر يهديك لا بد أن يكون من طرف الله، يتمثل أولاً بالاعتصام بالله، وما هو الاعتصام بالله؟.

ما ين‍زل الساحة الآن في أوساط المسلمين: [لو تمسك المسلمون بكتاب الله وسنة رسوله لاستطاعوا أن يخرجوا من هذه الأزمة].

أليس هذا المنطق يحصل؟.

نحن قلنا بأن كلما نسمع لم يعد منطق نرى فيه الحل، إما لأن التعبير عنه ناقصاً، وإما لأن التعبير عنه أيضاً يؤدي إلى ضلال، أو أن تقديم هذا الذي قُدم كحل ليس حلاً في الواقع، وإنما يرسخ الإشكالية أكثر فأكثر، ويهيئ الأمة لأن تبقى في وضعية على ما هي عليه أيضا قروناً بعد قرون.

الله عندما قال: {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ} لأن الله سبحانه وتعالى لم يجعل شيئاً آخر بديلاً عنه، هل تفهمون هذا؟.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين

[ الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

 

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com