القرآن الكريم

محضر تحقيق مع الشهيد الصمَّاد. كلمات الشاعر/ صلاح الدكاك

| شعر | 8 شعبان 1444هـ الثقافة القرآنية:

محضر تحقيق مع الشهيد الصمَّاد.

كلمات الشاعر/ صلاح الدكاك

لا الشعرُ فيك يُعزِّيني ولا الكَلِمُ
تمضي السِّنينُ ولكنْ يكبُرُ الألمُ
مازلتُ أكتُمُ أوجاعي، مكابرةً
وللجراحِ لسانٌ فاضحٌ وفمُ
كم راحلٍ قبْلُ عزَّتْنا السنينُ به
وفيك لا يَتعزَّى، الدَّهرَ، مَنْ كُلِمُوا
مَنْ لي فأهربُ مِنْ حزني عليك إلى
أحضانِ لَحدِك علَّ الجرحَ يلتئمُ؟!
أشكُوكَ للجَدَثِ الفَوَّاحِ مِنك شذىً
وفيك مِنكَ إلى مَثواك أختصمُ
أضحتْ بك الأرضُ مُذْ واراك باطنُها
رَوْضاً وأجدَبَ حُزْناً بَعدك الأدَمُ
***
ما أجملَ الاسمَ إنْ غنَّيتُه انهمرتْ
عطراً حروفي ولكنَّ المدادَ دَمُ
ما أبلَغَ اللفظَ والمعنى وأوجعَه
بهِ تشاطَرَ قلبي النَّصلُ والقلَمُ
ما أقصَرَ الحلْمَ يا “صَمَّادُ”،في بلدٍ
مازالَ يُذبحُ في أهدابِه الحُلُمُ
كأنَّ حول مآقِيْنا، زبانيةً،
تذودُ عنها الأماني حينَ تَبتسمُ
وقد بزغتَ جَنِيّاً من محاجرنا
فاستكثرَتك على أهدابنا الرِّمَمُ
***
أطفالُنا قبلَ إيناعِ الصِّبا كَهِلوا
وفي المُهودِ على حَمِل الأسى فُطِموا
لأنَّنا”ألْيَنُ الأقوامِ أفئدةً”..
قلوبُنا مِنْ ضُحَى التاريخِ تُلتَهمُ!
لأنَّنا”يمنُ الإيمانِ”مابرِحَت
“قُريشُ”مِنْ لحمِنا تَطهُو وتأتَدِمُ
لأنَّنا أهلُ رُحْمى بين إخوتنا
تَوَلَّمُونا ومِن أرحامنا بَشِمُوا
تلك العروبةُ مِنْ أصلابنا نَسلَتْ
ونُستباحُ بدعوى أنُّنا عجَمُ!!
يَهدي حِمانا لـ”جمهوريةٍ”مَلِكٌ
وبالضلالةِ يَلْحُو شعبَنا”صنَمُ”!!
***
أشكوكَ للحزنِ يا”صمَّادُ”..ما فعَلَتْ
بِنا الهمُومُ التي أذكيتَ، والهِمَمُ!
كنّا اصطلحنا مع خيباتنا زمناً
حتى طلعتَ فهابتْ شأوَنا الأممُ
كُنَّا اضطجعنا إلى أجداثِ هَجعتِنا
فعاودتنا بك الأرواحُ والشَّمَمُ
أشرقتَ في يُتْمِ أكواخِ الصَّفيح أبَاً
وفِيك لمَّا اليَتامى استَبشروا يَتِمُوا
***
أكْرِم بنَعلِك، ميمونَ الخُطى مُحِصَتْ
به الجِباهُ ومَازَ الرأسُ والقدَمُ
خَدَّمْتَ للشعبِ نفسَاً عزَّ صاحبُها
وسادةُ الشعبِ هم في أمْرِه خَدَمُ
لولا التأوُّلُ، هنَّأتُ العدوَّ لِما
أصْمَى، فكلُّ مُصَابٍ قبْلكم لَمَمُ
ورحتُ بعدَكَ أَلْوِي، لا أرى أحداً
يُغْنِي غِنَاءَك، لولا السيِّدُ العَلَمُ

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com